• ×

admin

خطبة عيد الفطر المبارك 1437

admin

 0  0  1.4K
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وكفانا وآوانا، ومن كل خير أعطانا، هدانا للإيمان وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا. نحمده على نعمة الإسلام، ونحمده على نعمة القرآن، ونحمده على الصيام، وكمال العدة والتمام .
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له العظيم المنان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قام بأمر ربه خير القيام صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان .
الله أكبر .... أما بعد:-
فلقد طابت أيام الصائمين بصيامهم، احتسبوا طول نهارهم، وشدة حرهم ينتظرون موعود خالقهم (الصوم لي وأنا أجزي به) .
أنارت لياليهم بقيامهم، وتعطرت مسامعهم بكلام ربهم .
أطالوا السجود، وتضرعوا للرحيم الودود فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)
هذه هي الحياة الحقيقة، والعيشة الرضية أنسها على قدر قربك من رب البرية .
إنها طمأنينة الحياة، بل هي الحياة المطمئتة حياة الرضا،
طلبناها في دورات تنظيرية، وكتب عربية، وأخرى مترجمة شرقية غربية.
فانتهينا إلى أن فاقد الشيء لا يعطيه .
طلبناها في ماديات الحياة, وتقنياتها، وآخر ما فتح الله به علينا من برامج الاتصال والتواصل
فما زادتنا إلا غفلة في قلوبنا، وفرطاً في أمرنا .
واستعجل آخرون فظنوا سعادتهم في تغييب عقولهم، فطلبوها في مخدر أو مسكر فزادتهم رهقاً
طلبنا الحياة الطيبة في أماكن بعيدة ومناظر بهيجة، فسار الناس وطاروا في مناكب الأرض زرافات ووحدانا .
متوسطهم قبل غنيهم، بل فقيرهم قبل متوسطهم .
فلم تعد قلة المادة مانعة، ولم تبق الأسفار تختص بطائفة دون طائفة في ظل القروض الميسرة، والعروض المبرمجة والتي سرعان ما تلتف على أصحابها أغلالا خانقة، وديونا على الذمم جاثمة .
كل هذه الطرق وغيرها جربها من جربها ولم نجد فيها الحياة الطيبة، دعك من الانبساط المؤقت، والابتسامة المتكلفة .
ثم وفق من وفق فوجد بغية نفسه، وحياة روحه الحياة الطيبة في القرب من الله والاتصال بمولاة .
فإلى الله يا عباد الله، (ففروا إلى الله) .
أفلست كل المناهج وانقطعت كل السبل في إسعاد البشرية، والله يقول(فمن اتبع هدايا فلا يضل ولا يشقى) فهذه سكينتك أيها القلق، وراحتك أيها المتقلب المضطرب!
(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)
فاللهم اشرح صدورنا بالقرب منك، والأنس بعبادتك!
الله أكبر ....
استمسكوا – رحمكم الله - بدينكم واثبتوا عليه
فالساحة مليئة بأنصاف المتدينين, وبأرباع المستقيمين، وبأسداسهم، وبأقل من ذلك وبمن باعوا دينهم بعرض من الدنيا استطالوا الطريق، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها .
إن الثبات في زمن المتغيرات هو العملة النادرة، لا يقوى عليه إلا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلا
سجل التاريخ وحفظ الناس عبارات التمجيد بنحو كان فلان على السنة!
وكان فلان على الجادة، وفلان جاءته الدنيا فأدبر عنها، لم يركب ما ركبه أبناء زمانه من اللهو والعبث! .
سجلت هذه العبارات وسطرت لمن عرف حقيقة الدنيا، وعلم أن النفوس لها إقبال وإدبار، فلم يرضوا التلون ولا إدبارا لأنفسهم، ولا غيا بعد رشدهم .
= أيها الإخوة أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالاستمساك بهذا الدين (فاستمسك بالذي أوحي إليك) .
ونحن في هذا الزمن أحوج ما نكون إلى أن نرى نماذج شاخصة أمامنا للمستمسكين الثابتين
=نحتاج أن نراها في رب الأسرة ثابتاً على مبدئه تربية لمن تحت يده، قد قام بمسؤليته أتم قيام لم يفرط بشيء من مكتسابه بحجة تغير الزمن، يعلم أن تقنيات التواصل أصبحت جزء من حياة الدنيا، فهو قدوة لأبنائه في الاستفادة من طيبها، والحذر من رديئها .
نحتاج أن نرى الثبات في المعلم وفي الموظف التزاماً بمسؤلية العمل وقتاً وعطاء .
نحتاج أن نرى الثبات في العامل والتاجر شعارهم (والنصح لكل مسلم)
نحتاج أن نرى الثبات في إمام الحي، والوجيه في البلد
نحتاج أن تراه واقعاً في كف اللسان عن الوقوع في أعراض العلماء والأمراء، والدعاة والمصلحين
أيها الإخوة: الثبات يجعلك تنتقي ما تسمع، وتختار ما تشاهد لا تغرك طلاقة الكلام، ولا تبهرك موسوعية المعرفة وجدة وغرابة ما يقال ! .
فقد قال الله تعالى في قوم لا خلاق لهم (وإن يقولوا تسمع لقولهم)
وقال في خاتمتهم (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)
ليس من الثبات أن تجعل عقلك أطروحة لكل متعالم ذليق اللسان!
تصغي إليه وهو يتتبع ما تشابه من الوحي، ويقصي ويدني، ويدخل قوما النار، ويخرج منها آخرين حتى إذا ارتويت من شبهه، واختلطت عليك أمور ورق منك الدين، ظننت أنك أصبت علم الأولين والآخرين، ووجدت ما تقوله في مجالسك، فلله درك أصبحت من المثقفين !
فهنيئاَ لك ثقافة نهايتها رقة الدين، والقول على رب العالمين, هنيئا لك ثقافة عمدتها تقطيع كلام الربانيين عن سياقه، وإنزاله على غير مراده
هذه بضاعة كثير ممن أبناؤنا لهم سماعون، وأصبحوا وقوداً لهؤلاء الذين ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون
فهل هذا من الثبات في التلقي ؟
ورحم الله ابن سيرين حين يقول: "إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ" رواه مسلم
وفي الترمذي وغيره عن عائشة قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة ) فقال: " إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" .
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا)
الله أكبر ....
أيها الإخوة: يأتي العيد والأمة الإسلامية لاتزال تعاني ما تعانيه من هوانها على الأمم، والعدو بألوانه المختلفة وتحالفه الخبيث محكم قبضته في مصيرها، مراوغ في قضاياها، وإن عدونا ما كان ليبلغ منا ما بلغ إلا لما استدعيناه بذنوبنا، وقربناه بفرقتنا، فما أهون الخلق على الله إذا هم أضاعوا أمره.
وإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وإن نصر الله إنما يجلب بطاعته، ونقمته إنما تدفع بالاعتصام به، والثقة بوعده (وإن تصبروا وتتقوا لا يصركم كيدهم شيئاً)
وتوجيه الله لنبيه بالتوكل عليه، والصبر على الأعداء، وأخذ الحذر، وبيان سبيل المجرمين، وإقامة الحجة على المعاندين
أكثر من توجيهاته للأخذ بالأسباب الحسية، والعدة العسكرية، وقد قال في كتابه (إنه لايحب الكافرين)، وقال (ولوشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض)
فطربق النصر واضح !
فلا تشغل نفسك كيف سينتهي الباطل ؟
فلله جنود، وما يعلم جنود ربك إلا هو !
والعدو كما يفكك عسكريا، يفكك اقتصاديا واجتماعيا
(بل نقذف بالحق على الباطل فإذا هو زاهق)
ولكن انشغل كيف جهدك في إحقاق الحق، وترسيخ معالمه في نفسك قبل غيرك، والصبر عليه في زمن قل فيه المعين، وكثر المخذلون!
(فانظر كيف عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين)
فنصر الله لا يجلب بتغيير المنهج السليم، والتنصل من أحكام الدين، وتمجيد السفلة والمبعدين, وتقريب الضالين
كما هي برامج كثير من القنوات التي تحسب علينا، ونبرأ منها .
نصر الله لا يجلب بالكرة على موروثنا العلمي، وما سطره علماؤنا واستضاءت به الأمة قروناً من عزها تدرسها وتحفظها وهي مراجعها في نوازلها العلمية أصلت على كلام الله وكلام رسوله ليس فيها كهنوت ولا نصوص عن معصومين كما هو شأن أسفار وكتب الطائفة المخذولة من الرافضة .
إن قوماَ نكسوا على رؤسهم وتبرموا من موروثهم، وألصقوا التهم بعلمائهم، وحملوا نكبات العالم وويلات الدنيا عبارات ومقولات أخيارهم وفضلائهم إنهم قوم مغفلون وإن ظنوا أنهم نخبة مثقفون، أو هم مستأجرون يجدون ما يسطرونه ويغردون به أوفر ما تكون احتفاء وتقريبا من أربابهم .
حتى يقال لأحدهم: أنت أنت! .
هذا جزء من محنة الأمة فأعظم به من محنة حينما يكون بعض أبنائها مصيبة من مصائها، وثغرة يلج منها أعداؤها فالتقى العدو الخارجي بالمعادي الداخلي وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم!
في ذلكم بلاء عظيم حينما يسعون في تفريغ الإسلام من حقيقته، وحصر التدين في المناسبات، والزوايا الضيقة .
وقد تعاموا أن للدين رأيا في كل شيء، حتى في السياسة فهو ينبذ الكذب, وخداع الجماهير، وإيجاد إسلام بنكهة ترضي الأعداء من اليهود والنصارى وخدامهم !
والله يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) .
الله أكبر ...
تنام الفتنة ما شاء الله أن تنام ثم توقظها أيدي خفية قد عملت عملها في عقول خاوية فأستطاعت أن تستخرج منها قناعة مقلوبة :الأقربون أولى بالقتل والتهديد .
فهاهو القاتل و المقتول، كل منهما يقول: الله أكبر !
فلا يدري القاتل فيم قتل؟ ولا المقتول فيم قتل .

فجائع توالت لم تراع شهراَ معظماً، ولا بلدا محترما .
ورحم الله ابن كثير إذ يقول: وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم، فسبحان من نوع خلقه كما أراد
وصدق ابن عمر انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين . متفق عليه
فما أقر أعين الأعداء بهم، وأي تضليل وتنفير عن الإسلام أقوى من هذه المنفرات العظائم .
فإنا لله وإنا إليه راجعون!
فاللهم اكفنا شرهم بما شئت !
الله أكبر ...
تسللت إلى بيوتنا، ورافقت طباع كثير منا أزمة العواطف، وفقر المشاعر، وغياب حسن القول والله يقول (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)
ومما أخذه الله على بني إسرائيل (وقولوا للناس حسنا)
فديننا دين جبر الخواطر، ومراعاة النفسيات
أما احتقار الآخرين, وإنزال عبارات التهجم فهذا فن لا يحتاج إلى كلفة وتدريب, كل يستطيعه وقد يبدع فيه!
ولكن الذين يصيدون الناس بأخلاقهم، ويوتقونهم بحسن معاملتهم وجميل ألفاظهم ، الموطئون أكفانهم هم خلاصة العبيد، ويومنا هذا هو يوم عيد
اتصل على قريبك الذي طال بعده عنك
والذي يظن أنك لم تعد تحتفظ برقمه .
اتصل عليه وأفهمه (وليفهم) أنه اتصال سلام ومعايدة.
واحذر أن يجري الشيطان على لسانك كلمة عتب أو تشره!
اتصل عليه ولو كنت أكبر منه سنا فباتصالك سوف تكبره أيضا خلقاً وذوقاً .
اتصل عليه ثم دعه بعد اتصالك يملآ قلبه من محبتك، ويعرق جبينه من لطفك .
صعب! اتصال لم تجر به عادة، ولكنه تيسر – ولله الحمد- وتذللت عقابته حينما غلبت العبادة العادة !
بهذا وأمثاله تبني لك مجداً وثناء حسنا دعا به إبراهيم (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)، وهو العمر الثاني الذي امتن به تعالى على طائفة من المرسلين فقال عنهم (وتركنا عليه في الآخرين) .
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت .
الله أكبر ...
بقيت همسات في كلمات أرجو أن تتحول إلى حراك ولمسات!
نعم همسات لمن عرف من نفسه التقصير في جنب الله، له صلاة ما بخلي منها أكثر مما يصلي!
صام من رمضان ولم يصم، بل وجد في ساعات هذا الشهر متسعاً لنيل كثير من شهواته !
لم يذق شيئاً من لذة هذا الشهر، ولم يشعر بشيء من نفحات الأسحار، أو روحانية لحظات الإفطار
(وَرَغِمُ أَنفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيهِ رَمَضَانُ ثم انسَلَخَ قَبلَ أَن يُغفَرَ لَهُ) .
وهو يعيش في كنف ستر الله، يشعر بحقارة نفسه حينما يقال له : تقبل الله طاعتك .
ما حظك من هذا العيد ؟ بل ما حظك من هذه الدنيا ؟ فلا خير في الدنيا إلى لأحد رجلين : رجل تائب، أو رجل يعمل في الدرجات (فلأنفسهم يمهدون) .
فماذا لله عندك ؟ وقد علمت سوء سريرتك، وقبيح تفريطك !!
يقول ميمون : من أحب أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده فإنه قادم على ما قدم لا محالة
(يوم يجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) .
فيا عبد الله كفاك غياً، وحق عليك أن تنظر في نفسك بعد أن أنظر الله في أجلك .
حق عليك أن تنظر في تفريطك بعد أن أمهلك من هو قادر عليك، ودعاك وهو غني عنك (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون)
وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها‏"‏ ‏رواه مسلم‏‏ .
رزقني الله وإياك توبة صادقة، وأوبة إلى ربنا راشدة
الله أكبر ...
تخطى النبي صلى الله عليه وسلم صفوف الرجال في خطبة العيد ليصل إلى النساء حين رأى أنهم لم يسمعن, وليعطى رسالة واضحة أن المرأة لها ميزانها في الشرع، ولا بد أن تأخذ حقها من التذكير والوعظ
بنيتي الغالية، وأختي الحبيبة: تعبت في اختيار ما تلبسينه للعيد، حتى جاء الاختيار الموفق، جمال ثياب، وجميل ثواب، وسوف يتحدث النساء حديث الرضا عن ذوقك، فاطمئني، فالحمد الذي كساك من العري .
ولكن حديث السخط، وكلام المتأذي هو فيمن اختارت عرياً في ثيابها، وكشفاً لستر الله في إبداء لحمها .
وهي فتنة الشيطان الأولى التي حذرنا الله منها ( يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما)
أمة الله: تصنيف المرأة التي اختارت بيتها ورعاية أولادها والقيام بحقوق زوجها أنها امرأة عاطلة ذات مشكلة تحتاج إلى حل عاجل!
تصنيف مزيف، وخدعة باطلة رفضتها منصفات النساء من غير المسلمات، وتمنين عودتهن إلى بيت السكن، وموطن الأمن، ومجتمع الأسرة .
مما يدل على أن إخراج المرأة من بيتها، والاصرار على الزج بها في ميادين عمل لم تخلق لها، ولا تناسب أنوثها، والرقة التي جبلت عليها أنه تصرف محجف مما يدل على ذلك بوضوع أمر ارعه سمعك :
حينما يختار شاب من يتزوج بها فإن من أساسيات اختياره وقبوله بشريكة حياته هو حياتها البيتية !
كيف هي في بيت أهلها ؟
فإن ذكر له تميز في شئون بيتها، وقيامها بمصالح أهلها، ورعايتها لكبار السن إن وجدوا وكيف هي مع أخواتها وإخوانها خلقا ومعاملة فهي المغنم لراغب الزواج
ولا أظن خاطباً سوف يكون مقياسه كيف هي في عملها، وما تقاريرها الوظيفية ؟
وكيف علاقاتها مع زملاء العمل - إن كانت ممن استدرجت لعمل مختلط ؟
ليست هذه مقاييس الاختيار عند عقلاء الناس ولا مغفليهم!
وربما عدل عن خطبة فلانة حبنما نمى لعلمه أنها فتاة ليس لها في عمل البيت قليل ولا كثير .
إذن شأن البيت شأن عظيم في تكوين شخصية المرأة، وإعدادها للحياة الزوجية الكريمة الناجحة.
مما يؤكد أن عمل المرأة خارج بيتها أمر يجب أن يبقى في قدره الإجتماعي، وضابطه الشرعي .
فهل يعي هذا المتهالكون المصرون على خروج المرأة عاملة في أي مكان!
المهم أن تخرج والبيئة المناسبة لخصوصية المرأة تأتي تبعاً أو لا تأتي فليست هي القضية !
إذن ما القضية؟
القضية موازين مختلة، ونفوس معتلة وتقاليد واتباع السنن (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخبتموه) .
بنيتي وأختي الغالية: قرارك بيدك، والظن فيك أنك ذات عقل راجح، ودين راسخ لا تقبلين استخفافاَ، ولا ترضين إملاء وتوجيها! بارك الله في عقلك، وثبتك على دينك.
قرارك بيدك، نقولها حينما تسارع قريناتك في حضور تواصلي لم يسبق له مثيل، فلك حسابات في كثير من تطبيقات التواصل، ولديك متابعات ومتابعون تعرفين منهم، وتنكرين!.
دخلت عالم التسويق، ولك زيارات متكررة في متاجر النت، ولديك منتج تعرضينه، وآخر تطلبينه، ووصلك على الخاص طلبات مشاركات إعلانية دعائية بصوتك أو مع صورتك أو بعض صورتك .!
فهل تقبلين هذا الانفتاح ؟
على حساب دينك وحيائك، وسمعتك، وسمعة ذويك!!
قرارك بيدك من خلاله ترفعين نفسك أو تضعينها (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء) .
إن أردت العز والهيبة فعليك بالحجاب الصحيح ليست العباءة المخصرة مع لثام يسمى نقاباً في زمن أزعج الحجاب دولا كبرى، وسنة لنزعه القوانين الظالمة، وأعمل مريدو الفتنة أقلامهم وأفلامهم ورسومهم في النيل منه
ولكن يأبى الله إلا أن تكون الهيبة والشموخ للمرأة المتحجبة،
وسل الذين في قلوبهم مرض كيف تغير المتحجبة خطة سيرهم، وتكسر طمع نفوسهم ؟
حفظ الله نساء المؤمنين، ورد عنهم كيد المتربصين .
اللهم اجعل عيدنا سعيداً، وسعينا حميداً، اللهم تقبل صيامن وقيامنا، وتجاوز عن تقصيرنا .
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك انت الله لااله الا انت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد .
نسألك اللهم بذلك أن تهيء لأمة محمد من أمرها رشداً، وأن تولي عليهم خيارهم، وتقيهم شرور أشرارهم .
ونٍسألك اللهم أن تنصر المجاهدين في سبيلك في الشام والعراق، وفي جنوب البلاد وفي كل بلد أنت أعلم به منا .
اللهم عليك بالرافضة المفسدين اللهم أبطل سعيهم، وردهم على أعقباهم، ولا تجعل لهم يداً على المسلمين .
اللهم وفق ولاة أمرنا للبر والتقوى، وقوهم بالحق وقوي الحق بهم .
اللهم إنه يغيب عن عيدنا هذا من سبقت آجالهم من والدينا وأزواجنا وأقاربنا ومعارف لنا، اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم، وجازاهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات صفحاً وغفراناً، اللهم اغفر لجنود قتلوا مقبلين غير مدبرين، اللهم اكتبهم في الشهداء عندك،
....


التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:16 صباحًا السبت 11 أكتوبر 1445.