• ×

admin

خطبة الجمعة بعنوان (هي أسباب)

admin

 0  0  1.1K
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

إن الحمد لله نحمده ...

أما بعد :- -

فإن الثقة بالله عز وجل من أجل العبادات، ومن أعظم ما يدخره الإنسان في وقت السراء والأزمات .

(فماظنكم برب العالمين)

دعونا نفتح باب الفأل على مصراعيه في زحمة الحياة وصخب مشاغلنا ، وتوتر نفسيات كثير من أهلها

في وقت بدأ التشاؤم على بعض الوجوه قبل أن تتكلم به الألسن

عباد الله : إننا نقرأ جميعاً كتاب ربنا ونقرأ من بشاراته قوله تعالى (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم)

حقاً إنها آية من كلام ربنا وسنة أمضاها خالقنا .

(ما يفتح الله للناس من رحمة) فالرحمة لا تأتي إلا بعد فتح ممن هي بيده وهو الفتاح العليم .

وقبل ذلك لا يغب عن بالك أنَّ الذي يفتح الرحمة هو عزَّ وجلَّ قد اتصف بها، فبرحمته عزَّ وجل أحسن كل شيء خلقه (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه)

وبرحمته أكرم عباده وعرَّفهم نفسه (وربك الغفور ذو الرحمة) فسكنت نفوسهم واطمأنت قلوبهم .

وبرحمته أرسل إليهم رسله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)

وبرحمته أرشد العباد لمصالح معاشهم ومعادهم ، وبرحمته أحوج الخلق بعضهم إلى بعض وجعل فيهم الغني والفقير والعزيز والذليل والعاجز والقادر ثم عمَّ الجميع برحمته (ربنا وسعت كلَّ شيء رحمة وعلماً)

ثم دعا الجميع لعبادته ورغبهم جنته وجعل السبب الموصل إليها رحمته قال النبي صلى الله عليه وسلم (سددوا وقاربوا وابشروا فإنه لن يدخل الجنة أحد بعمله .

قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟. قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته)

عباد الله : إنَّ آثار رحمة الله بعباده مشهودة ، ومعالمها كثيرة غير معدودة

منذ قرابة العام والعالم منشغل بفيروس لا يُرى ولم يصنف بأنه من المخلوقات الأحياء

فسبحان من أودع سراً من أسؤاؤه في بعض ما قل ولطف من خلقه!

منذ قرابة العام والعالم يرصد، ويرقب تحركات لمخلوقات تتجاوز القارات، ولاتمنعه الأجهزة الأمنية، ولا تكشفها المخابرات الدولية، فقد أخذ إذنه ممن يدبر الأمر من السماء إلى الأرض .

وكان من توفيق الله لدولتنا أن سايرت هذا العالم بل سابقت بأخذ الحيطة، والتمشي على خطى السلامة ممتثلة قوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم)

فصار الناس يداً واحدة مع حكومتهم يحترزون ويتاعدون،

وهم في كل ذلك من ربهم قريبون، ولفرجه ينتظرون

(أمن يجيب المضطر ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلا ما تذكرون)

فكان من رحمة الله ولطفه بعباده أن وقفت جهات طبية عالمية متعددة لما نرجو أن يكون طعماً مانعاً أو رافعاً لما خشي الناس شره، وأدركوا ضرره

فسبحان من خلق الداء بحكمته، وأري عباده شيئاً من سلطانه وقدرته وهو القادر على رفعه – إذا شاء – بعلمه ورحمته..

فيريك عزته ويبدي لطفه  والعبد في الغفلات عن ذا الشأن

(وإن يردك بخير فلا راد لفضله)

 (وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير)

فالمؤمن يرى في هذا اللقاح فتح الله ورحمته، وأنه سبب بشري .

والأسباب لايركن إليها، فلسنا في معركة مع خالقنا، ولكننا تدافع أقدار الله بما يقدرنا عليه الله ، ونوقن أنه لو تخلى عنا فلا لقاح ينفع، ولا طعوم ترفع .

(ولله غيب السموات والأرض إليه يرجع الأمر فاعبده وتوكل عليه)  

وعقيدة المؤمن أن الله خالق الأسباب كلها، فالاعتماد عليها شرك في التوحيد، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ونقص في العقل .

فرحم الله من قبل نعمة الله عليه، وعرف رسالته إلى خلقه ثم خضع لربه وقال (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك)

نعم إن نذر الله ورسله الكونية لا تنقضي ولا يزال ربنا يتعاهد بها عباده ليبقى العباد مرتبطين بريهم .

فبينا الخبراء وأعلا الجهات الطبية تسعى لاعتماد اللقاح وتصديره لشعوب العالم ها هو كورونا يطل عليهم بوجه متحور ليدخل جدلاً طبياً جديداً !

أهو كورونا الأول أم هو أقوى منه أم هو أضعف ؟

وهل يكفي له اللقاح المطروح ؟

حتى الآن لن تأخذ إجابات مؤكدة عن هذه الأسئلة! ولكن أرجو أن نأخذ ما هو أهم من ذلك !

وأن نفهم حق الفهم خطاب رب الناس للناس كلهم

(يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وماذلك على الله بعزيز)

(وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال)

اللَّهُمَّ لاَ تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ

أقول قولي هذا ...

 

الحمد لله ...

فمن أشد ما يحير العقول ويوقع النفوس في تردد خصوصاً في أوقات الأزمات، و زمن انتظار الناس أمراً لهم فيه حاجة هو الشائعات والقيل والقال، والنفوس مجبولة على الاعتداد برأيها وإن لم يكن له ما يسنده

وربما ساهم في نشر الشائعات ذوو النوايا الحسنة يبتغون فضلاً من الله ورضوانا .

ولكن فوق الجميع قوله تعالى (اتقوا الله وقولوا قولا سديداً) وقوله (فتبينوا) (فتثبتوا)

إنه منهج حياة فيه السلامة في الدنيا والآخرة .

وفي موضوع الساعة وما هو حديث المجالس يقال لمن هو حريص على حسناته: كف عليك لسانك بعد أن أعلنت الجهات المعنية مصداقية اللقاح واجتلب من أقاصي الدنيا بظروف صعبة وأموال طائلة ليصل إليك أيها المواطن والمقيم مجاناً، وهاهم أعلا المسؤلين في الدولة يأخذونه على مشهد من العالم متوكلين على الله

فالعاقل لا يسعه بعد ذلك إلا أن بقول : الحمد لله، اللهم بارك في أسبابنا، وارفع عنا الوباء، واجز المخلصين في هذه الدولة المباركة على ما قدموا خير الجزاء في جهود ما خفي عنا منها أكثر مما علمنا، والله يعلم السر وأخفى.     

وبعد هذا وقبله ومعه نحمد الله أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتباع هذا الدين الذي أكمله الله لعباده، وأتم به النعمة عليهم، ورضيه لهم

(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)

فحق على من أكرمه الله بهذا الدين أن يعرف نعمة الله عليه حيث لم يكن من اليهود المغضوب عليهم، ولا من النصارى الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم، وقالوا: إن الله ثالث ثلاثة فاعتزوا رحمكم الله بدينكم ولاتشاركوا أعداء الله أعيادهم وقد كبرت كلمتهم في ربهم تعالى عما يقولون علواً كبيراً .       والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد ....



التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:31 صباحًا الأحد 6 يونيو 1446.